مرحباً ,,,
لمناقشة هذا المقال تفضل بزيارة هذا الرابط :
http://www.ladeenyon.net/forum/viewtopic.php?f=10&t=28790
او
http://tomaar.net/vb/showthread.php?t=115811
فى هذه الرسالة أناقش مسألة التسلسل فى القدم , فاللانهاية أنواع ويهمنى الآن الحكم على هذا النوع من اللاتناهى.
فاللاتناهى يمكن أن يحكم به البعض على حجم الكون , فينفى وجود خارج للكون وينفى وجود حافة للكون , والبعض قد يحكم باللاتناهى على الزمان فيدعى أزلية العالم , وبما أن قضية وجود الله تتعلق أساساً بأزلية العالم , فسأناقش مسألة اللاتناهى فى الزمان أو ما يعرف بإسم ( التسلسل فى القدم ).
فتعريف التسلسل فى القدم ببساطة هو أحداث أو تغيرات ليس لها بداية , فانا الآن أكتب , وقبل ذلك كنت فى العمل , وقبل ذلك كنت نائم , وقبل ذلك كنت أدرس فى الكلية , وقبل ذلك كنت طفلاً صغيراً , وقبل ذلك بكثير لم يكن هناك بشر , وقبل ذلك تكونت الأرض وقبل ذلك بكثير حدث الإنفجار العظيم , وقبل ذلك ...... إلى ما لا بداية له من الأحداث , هذا هو المقصود بالتسلسل فى القدم.
بالنسبة لتغيرات لا بداية لها ( التسلسل فى القدم ), فيمكن إثبات بطلان هذا القول ببساطة عن طريق تقسيم الأحداث إلى قسمين :
1 قسم تكون المسافة الزمنية بينه وبين ( الآن ) مسافة زمنية متناهية , فعلى سبيل المثال الإنفجار العظيم تكون المسافة الزمنية بين حدوثه وبين ( الآن ) مسافة زمنية متناهية تقدر بحوالى 15 مليار سنة.
2 قسم تكون المسافة الزمنية بينه وبين ( الآن ) مسافة زمنية لا متناهية.
فهذه القسمة تجعل الأحداث لا تخرج عن هذين الإحتمالين بأى حال.
نأتى الآن للأحداث التى يمكن تمثيلها بخط زمنى حتى نفهم ما أريد قوله بسهولة كما فى الصورة.

الآن الإدعاء بأن سلسلة الأحداث لا بداية لها له ستة إحتمالات لا يخرج عنها التسلسل فى القدم :
1 جميع الأحداث تفصلنا عنها مسافة ( زمنية ) لا متناهية.
2 جميع الأحداث تفصلنا عنها مسافة متناهية.
3 بعض الأحداث تفصلنا عنها مسافة متناهية وعددها لا متناهى, والبعض الآخر تفصلنا عنها مسافة لا متناهية وعددها لا متناهى.
4 بعض الأحداث تفصلنا عنها مسافة متناهية وعددها لا متناهى, والبعض الآخر تفصلنا عنها مسافة لا متناهية وعددها متناهى.
5 بعض الأحداث تفصلنا عنها مسافة متناهية , وعددها متناهى , والبعض الآخر تفصلنا عنها مسافة لا متناهية وعددها متناهى.
6 بعض الأحداث تفصلنا عنها مسافة متناهية , وعددها متناهى , والبعض الآخر تفصلنا عنها مسافة لا متناهية وعددها لا متناهى.
*** بالنسبة للإحتمال الأول ((جميع الأحداث تفصلنا عنها مسافة زمنية لا متناهية. )) فهو باطل , فالمسافة الزمنية بين ميلادى وكتابتى هذه السطور فترة زمنية متناهية.
*** بالنسبة للإحتمال الثانى (( جميع الأحداث تفصلنا عنها مسافة زمنية متناهية. )) فهو باطل , فالقول بتناهى المسافات مع القول بلا تناهى العدد تناقض , فاذا كانت المسافة بين حدثين هى X , فوجود عدد لا نهائى من الأحداث تعنى مسافة لا متناهية , لأن حاصل ضرب اللانهاية ( عدد الأحداث ) فى X ( المسافة بين الحدثين ) تساوى (( مسافة لا متناهية )) , وهذه المسافة اللامتناهية يجب أن تكون بين حدثين هما الحدث الحالى وحدث قديم , وبما أن الإحتمال يقول بأن جميع الأحداث تفصلنا عنها مسافة زمنية متناهية , فهو تناقض , فبطل الإحتمال.
*** بالنسبة للإحتمال الثالث والإحتمال الرابع (( بعض الأحداث تفصلنا عنها مسافة زمنية متناهية وعددها لا متناهى , والبعض الآخر تفصلنا عنها مسافة زمنية لا متناهية وعددها لا متناهى. // بعض الأحداث تفصلنا عنها مسافة زمنية متناهية , وعددها لا متناهى , والبعض الآخر تفصلنا عنها مسافة زمنية لا متناهية وعددها متناهى. )) فهو باطل , فالقول بأن الأحداث المفصولة بمسافة متناهية عددها لا متناهى يعنى عدم وجود بداية لهذه المجموعة من الأحداث , وبالتالى يستحيل أن تسبقها مجموعة الأحداث المفصولة بمسافة لا متناهية , وبالتالى بطل الإحتمالان.
*** بالنسبة للإحتمال الخامس والإحتمال السادس (( بعض الأحداث تفصلنا عنها مسافة زمنية متناهية , وعددها متناهى , والبعض الآخر تفصلنا عنها مسافة زمنية لا متناهية وعددها متناهى. // بعض الأحداث تفصلنا عنها مسافة زمنية متناهية , وعددها متناهى , والبعض الآخر تفصلنا عنها مسافة زمنية لا متناهية وعددها لا متناهى. )) , وهو باطل , لأن معنى قولنا ( أحداث مفصولة بمسافة متناهية وعددها متناهى ) أن هناك نقطة بداية لهذه المجموعة من الأحداث , ولا يوجد حدث يسبقها بيحث يكون مفصول عنا بمسافة متناهية.
فمثلاً لو فرضنا أن هذه البداية هى الإنفجار العظيم , فتكون المسافة بين أول حدث فى هذه المجموعة وبيننا هى 15 مليار سنة ولنسميها X , ولكن يوجد أحداث قبل الإنفجار العظيم وبالتالى ستكون المسافة بيننا وبينها هى X + 1sec وهى مسافة متناهية ايضاً , إذاً لا يوجد نقطة بداية لمجموعة الأحداث المفصولة بمسافة متناهية , وبالتالى بطل الإحتمال الخامس والسادس.
وبما أن التسلسل فى القدم لا يخرج عن هذه الإحتمالات الستة , فبالتالى يكون التسلسل فى القدم من المحال , وبالتالى يثبت وجود بداية للأحداث والتغيرات.
والقارئ يلاحظ أن هذا الدليل يبطل التسلسل فى القدم من حيث هو لا متناهى , ولم يبحث الدليل فى علاقة السببية بين الأحداث , فانا لم أنفى التسلسل فى القدم من حيث أن مجموعة الاحداث بالكامل تحتاج إلى سبب , بل نفيتها من حيث أن اللانهاية تؤدى إلى إستحالة عقلية.
وسبب تنويهى هذا أن هناك أحد المذاهب من يدعى أن هناك إله , وأنه يخلق منذ الأزل , أى لم يكن هناك لحظة إلا وكان معه حدث , ويفرقون بين التسلسل فى القدم فى الآثار وبين التسلسل فى القدم فى العلل , فيدعون أن تسلسل العلل باطل , فيستحيل أن يكون كل حدث هو سبب الحدث التالى له بدون بداية , ولكن يجوز أن يفعل الفاعل بلا بداية لفعله , وهذا الدليل يثبت بطلان مذهبهم.
وأعتذر عن الإطالة.
-------------------
هذا الجزء أضيفه بسبب تمسك البعض ممن ناقشتهم بإحتمال وقوع ما لا نهاية له من الأحداث فى فترة زمنية متناهية , ورغم عدم تعلق الموضوع بهذه الجزئية وعدم توقف الإستدلال على بحث هذه المسألة , إلا أنى أضع إستدلال على إستحالة وقوع ما لا نهاية له من الأحداث فى فترة زمنية متناهية.
وحتى لا يتشعب الإستدلال فى هل الحدث له طول زمانى أم لا طول له , فهناك أربعة إحتمالات للأحداث فى فترة زمنية متناهية :
1 كل حدث له طول أو سمك زمانى , وكل حدثين مفصولين بمسافة زمنية متناهية.
2 كل حدث له طول أو سمك زمانى , وكل حدثين مفصولين بمسافة زمنية قدرها صفر.
3 الحدث لا سمك ولا طول له إنما هو لقطة أو لحظة مثل النقطة لا أبعاد لها , ويفصل بين كل حدثين مسافة زمنية متناهية.
4 الحدث لا سمك له والمسافة بين كل حدثين هى ( صفر ).
الإحتمال الأول والثانى يثبت إستحالة لا تناهى الأحداث الواقعة فى زمن متناهى , لأن عدد الأحداث يساوى حاصل قسمة الفترة الزمنية الكلية على سمك الحدث , فقسمة متناهى ( الفترة الكلية ) على متناهى ( سمك الحدث ) يعطينا متناهى ( عدد الأحداث ).
الإحتمال الثالث ايضاً يثبت إستحالة وقوع ما لا نهاية له من الأحداث فى فترة زمنية متناهية , حيث أن عدد الأحداث يساوى حاصل قسمة الفترة الزمنية الكلية ( متناهى ) على المسافة الزمنية بين كل حدثين ( متناهى ) فيكون عدد الأحداث متناهى.
الإحتمال الرابع مستحيل , حيث يؤدى إلى القول بعدم مرور الزمان , حيث جميع الاحداث منطبقة على بعضها فتكون جميع الاحداث واقعة فى نفس اللحظة ولا يمر أى زمان , وهو غير واقع , فبطل الإحتمال.
إذاً القول بوقوع ما لا نهاية له من الأحداث فى فترة زمنية متناهية هو قول خاطئ.